الخميس 24 أبريل 2025 الموافق 26 شوال 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

أخف وأبسط.. لماذا يميل أولياء الأمور وخبراء التربية لتطبيق نظام «البكالوريا»؟

نظام البكالوريا المصرية
نظام البكالوريا المصرية

تسعى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني دائمًا إلى تطوير أنظمة التعليم المختلفة، وخلال الشهور الماضية، أصبح حديث تطوير الثانوية العامة أحد الموضوعات الهامة التي شغلت الكثير من الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين، بالتزامن مع حديث وزارة التربية والتعليم عن تطبيق نظام البكالوريا. 

في هذا التقرير، يكشف موقع "كشكول" عن الفروقات بين الثانوية العامة والبكالوريا، بالإضافة إلى آراء خبراء التربية والتعليم وأولياء الأمور.

البكالوريا

أخف وأبسط من نظام الثانوية الحالي

من جانبها، قالت بثينة رمضان، الخبيرة التربوية، إن نظام البكالوريا الجديد يعتبر أخف وأبسط من نظام الثانوية العامة الحالي، ولكن أولياء الأمور والطلاب يجب أن يفهموا الفرق بين النظامين بشكل واضح لكي يتمكن الطالب من معرفة ملامح النظام الجديد.

وفي تصريحات لـ"كشكول"، أضافت أن النظامين مختلفان، لكنه كان يحتاج إلى دراسة أوسع قبل التطبيق.

وأشارت إلى أن ضم المواد في نظام البكالوريا المصرية الجديدة، حسب وزارة التربية والتعليم، يتم على عامين، هما الصفين الثاني والثالث الثانوي، حيث يكون مجموع مواد الثانوية العامة في الصفين 7 مواد. 

وتعتقد أن هذا قد يؤثر على الطالب في مرحلة التعليم، خاصة أن المواد الأساسية لا يمكن الاستهانة بها، خصوصًا في المسارات الأدبية.

واختتمت حديثها مؤكدة أن الوزارة تسعى لتخفيف العبء عن طالب الثانوية العامة وأولياء الأمور، ولكن يجب أن يتم اتخاذ قرارات مدروسة ومنهجية دون إهمال المواد التي تُعد مهمة للغاية في مسيرة الطالب التعليمية.

نظام البكالوريا

خطوة نحو القضاء على الدروس الخصوصية

قال الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي، إن وزارة التربية والتعليم، مع كل تغيير وزاري، تتجه مباشرة نحو تعديل نظام الثانوية العامة، وكأنها تقتصر على تلك المرحلة فقط، رغم أن التعليم هو عملية متكاملة. 

وأضاف أن المقترحات التي تم طرحها تحتاج إلى مراجعة دقيقة لمعايير تطوير المناهج، لأنها تبدو تطورًا ظاهريًا، إلا أنها قد تحمل العديد من التحديات إذا تم تطبيقها دون دراسة مستفيضة.

وفي تصريحاته لـ كشكول"، أضاف أن مقترح النظام الجديد قد يساهم في تقليص الدروس الخصوصية ورفع العبء عن كاهل الأسر، لكن السؤال المطروح هو: هل هذا النظام سيقضي فعلًا على الدروس الخصوصية؟.

وأكد على ضرورة مراجعة المعايير المعرفية للطالب خلال مرحلة التعليم الأساسي لأنها تُعد الأساس الذي يُبنى عليه النظام الجديد للثانوية العامة، وضرورة ضمان الاستمرارية في متابعة تطور الطالب بعد انتهاءه من التعليم الأساسي.

فروق بين الثانوية العامة والبكالوريا

من جانبه، قال الخبير التربوي عاصم حجازي إن هناك العديد من الفروق بين الثانوية العامة بنظامها التقليدي وبين البكالوريا المستحدثة. وأوضح أن بعض هذه الفروق تميل لصالح الثانوية العامة التقليدية، وأبرزها عدم إضافة مادة التربية الدينية إلى المجموع في الثانوية العامة، بينما يتم إضافتها في البكالوريا، كما أن الثانوية العامة تشمل مناهج أشمل وأوسع تغطي مساحة أوسع من اهتمامات الطلاب ومتطلبات بناء شخصيتهم مثل التربية الوطنية.

أما الفروق التي تميل لصالح البكالوريا، فتتمثل في تعدد فرص دخول الامتحان، وإمكانية تحسين الدرجات وفق ضوابط معينة، بالإضافة إلى إضافة خيارات أوسع للتشعيب الدراسي، واعتبر أن هذه المزايا غير موجودة في الثانوية العامة التقليدية.

البكالوريا المصرية

أولياء الأمور والبكالوريا.. إيجابيات وسلبيات

وفي ذات السياق، تقول داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، إنه قد آن الأوان لتطوير الثانوية العامة التي أصبحت كابوسًا للأسر المصرية، لكنها حذرت من التسرع في تطبيق نظام البكالوريا، مشيرة إلى ضرورة دراسة هذا النظام بعناية فائقة. 

وأوضحت أن تغيير السياسات التعليمية بشكل مستمر يخلق حالة من الارتباك لدى أولياء الأمور والطلاب معًا.

وأضافت أن نظام البكالوريا سيقضي إلى حد كبير على أزمة الثانوية العامة، خاصة مع إضافة نظام التحسين الذي يمنح الطالب مزيدًا من الاطمئنان، حيث سيكون لديه فرص أخرى إذا تعرض لأي ظرف طارئ أثناء الامتحانات، لكنها طالبت بوضع شروط وضوابط لعدد المحاولات، تجنبًا للمشاكل التي نشأت عند تطبيق نظام التحسين سابقًا، خاصة فيما يتعلق بالمجاميع المرتفعة.

وأشارت لـ كشكول، إلى أن مقترح تعدد المسارات الدراسية هو خطوة جيدة لأنه سيوفر للطلاب خيارات متنوعة تناسب ميولهم، مع مراعاة احتياجات سوق العمل. ولكنها شددت على ضرورة توفير مرونة تتيح للطالب دمج مسارين دراسيين معًا لتوسيع الخيارات أمامه في التنسيق الجامعي.

وفيما يخص ضغط المواد الدراسية، قالت إنه سيتم تقليص عدد المواد المقررة على الطلاب، مما سيساهم في تخفيف العبء عليهم، ويمنحهم الوقت الكافي لاستيعاب المقررات الدراسية، لكنها حذرت من أن هذا التخفيف قد يسبب ضغطًا ماديًا إضافيًا على الأسر، حيث سيتجه الطلاب إلى دروس خصوصية في المواد التي يتوجب عليهم تحسين درجاتهم فيها.

وختمت تصريحها بحذر من أن التخفيف في المواد الدراسية يجب ألا يكون على حساب مستوى خريجي الثانوية العامة الذين سيلتحقون في النهاية بالمسار الجامعي.