السبت 21 سبتمبر 2024 الموافق 18 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

"الطيب": الطَّالب الأزهري يتعلم أنَّ الاختلافات العقَدِيَّة والفقهيَّة والذَّوقيَّة "مشروعةٌ"

كشكول

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اليوم الأحد، إنَّ مناهج الأزهر تتضمن ما يخص النَّصُّ والعقلُ والذَّوقُ، حيث تعانَقَت وتمازَجَت في مناهج التَّعليم في الأزهر قديمًا وحديثًا، وتلاشت بينها الحواجز المصطَنَعة، وأصبح كلٌّ منها يُغَذِّي الآخَرَ ويَغتَذِي به، ووَقَرَ في ذِهن الطَّالب الأزهري طِوال مراحلِ تحصيلِه العِلم في الأزهر، أنَّ الاختلافات العقَدِيَّة والفقهيَّة والذَّوقيَّة، هي اختلافاتٌ مشروعةٌ، إمَّا للتَّيسيرِ ورفع الحرَجِ ورفع الضَّرَرِ، وإمَّا لأنَّ شريعةَ الإسلامِ لا يُمكِن أن تكون صالحةً لكلِّ زمانٍ ومكانٍ، إلَّا إذا تصالحت في ظلالها مطالب العقول، وإشراقات القلوب، واستشراف الماورائيات، التي تَستمدُّ اليقينَ فيها من نَصٍّ معصومٍ، قد يَعتَلِي على مستوى إدراك العقل.

وأضاف خلال الكلمة الافتتاحية في الندوة العلمية مع كبار علماء الدين في موريتانيا: لكنَّه في كلِّ الأحوال لا يناقِضُ قوانينَه، ولا يصطدم بأوليَّاتِه ، ولا ببدائِهِه، كما هو الحالُ في باب السَّمعيات من أبواب علم الكلام مشددًا على أنَّ الأمةَ ما ابتُلِيَت قديمًا ولا حديثًا بالغُلوِّ والتَّشدُّد وما صاحبهما من فُرقةٍ تمزُّقٍ، إلَّا حين فَرَّطَت في هذا المنهج المتكامِل، وغاب عنها الطبيعة الامتزاجية لهذا التراث التي هي سِرُّ بقائه وخُلودِه وصُمودِه سَنَدًا وظهيرًا لوَحدةِ هذه الأمَّة وتماسُكِها.