الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

دقت "ناقوس الخطر".. درجات الماجستير والدكتوراه تثير نقد الرئيس.. فماذا ينقصها؟

كشكول

«هناك من يحصل على درجات الماجستير والدكتوراه لكن في علوم ليست لها أشغال بحجم الخريجين».. كلمات أشار إليها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال جلسة حوارية، في فعاليات المنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي، تعكس مدى اهتمام القيادة السياسية بمنظومة التعليم سواء التعليم قبل الجامعي أو الجامعي والنظرة إليها بما يواكب التطورات العالمية.

كما أكد الرئيس السيسي، أن الدولة تحركت خلال الـ 6 سنوات لإنشاء جامعات بمستوي من الجودة من خلال التوأمة مع الجامعات العالمية، معلقا: " عايزنهم يعلمونا.. نقبل بكل ود أن نتعلم من غيرنا".

لم تكن هذه الفعالية، التي تحدث فيها الرئيس السيسي، عن الجامعات ومجالات التعليم والتخصصات المطلوبة لسوق، للمرة الأولى، حيث ذكر من قبل أنه لن يتم افتتاح جامعات جديدة في مصر إلا إذا كانت لديها توأمة مع أفضل 50 جامعة في العالم.

تدق ناقوس الخطر:

كلمات الرئيس السيسي، دقت ناقوس الخطر، داخل الجامعات، في ظل الرسائل العديدة التي تناقشها، دون أي جدوى، أو إفادة للمجتمع، مطالبا بضرورة النظر إلى ما يفيد الدولة في مشروعاتها.

مهتمون بالتعليم الجامعي، رأوا أن السنوات الماضية، شهدت توسعا كبيرا دون أي فائدة في مجال الدراسات العليا في كافة التخصصات وبأعداد لا تتناسب مع احتياجات المجتمع، وكثير منها في موضوعات لا قيمة لها، وهو ما أكده الرئيس السيسي خلال حديثه وضرورة وجود ما يخدم المجتمع وسوق العمل في ظل الطفرات الكبيرة التي تشهدها الدولة بكافة المجالات.

«كشكول» استطلع رأي عدد من أساتذة الجامعات، حول ما أشار له الرئيس السيسي، خلال فعاليات منتدى التعليم العالي والبحث العلمي..

 

يقول الدكتور محمد كمال، الأستاذ بجامعة كفر الشيخ، إن حديث الرئيس السيسي، في المنتدى العالمي للتعليم عن التعليم هو حديث العالم ببواطن الأمور، فقد ذكر كثير مما يقال بين الحالمين بتغيير النظام التعليمي الى الأفضل بالفعل وليس بالشعارات، لافتا إلى أنه بالفعل هناك توسعا كبيرا دون أي فائدة في مجال الدراسات العليا في كافة التخصصات وبأعداد لا تتناسب مع احتياجات المجتمع، وكثير منها في موضوعات لا قيمة لها، مما أدى لانهيار قيمة هذه الشهادات، وأصبح «الغث هو السائد وأضاع حق السمين»، وضاع الباحثين المجتهدين والرسائل الهامة وسط هذا الطوفان من الرسائل التي لا قيمة ولا أهمية لها سواء علميا او مجتمعيا.

 إعادة النظر في الدراسات العليا:

يقترح الأستاذ بجامعة كفر الشيخ، ضرورة إعادة النظر في الدراسات العليا بشكل حقيقي وليس ورقي كما اعتادت أجيال من قادة الجامعات والكليات، وذلك بربط الدراسات العليا باحتياجات المجتمع وخطط الدولة للتنمية بشكل حقيقي وعدم التسجيل الا في التخصصات والموضوعات المطلوبة، كذلك إلى التعليم الجامعي بشكل عام بالحد من قبول أعداد كبيرة من الطلاب في تخصصات تعاني من بطالة في سوق العمل منذ عقود ومع ذلك ما زالت الجامعات تفرز عشرات الآلاف سنويا في هذه التخصصات بل وتنشأ كليات جديدة فيها سواء في الجامعات الحكومية أو الأهلية دون أن ندري الفائدة منها في الوقت الذي ما زالت التوعية المجتمعية بأهمية الكليات التكنولوجية شبه منعدمة مما حد من الإقبال عليها.

ورأى كمال، أن هناك تخصصات لا يتم استقبال أعداد كافية بها رغم احتياج سوق العمل لها فأصبحت النتيجة الهجرة الطلابية إلى الخارج بعشرات الآلاف سنويا، ولا يوجد ولي أمر سيرسل ابنه للدراسة في الخارج في تخصص يعلم أنه غير مطلوب في سوق العمل.

 مواجهه جادة من الجامعات

الدكتور عبدالعزيز حسن، الأستاذ بكلية التربية الرياضية في جامعة بنها، رأي أن هناك العديد من الخريجين يحصلون على الماجستير والدكتوراه وليس لهم وظائف وهو ما يتطلب مواجهه جادة من قبل الجامعات في وضع خطط بحثيه تواكب التطور المستقبلي. 

ويشير إلى أن هناك تغيرا عالميا في جميع المجالات وذلك بسبب الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم نتيجة التطور العلمي وهذا يؤدي إلى تعرض 14 % من الوظائف في سوق العمل للخطر والاختفاء في خلال السنوات المقبلة وأن الوظائف المستقبلية تتطلب مهارات مختلفة يتدرب عليها شباب الجامعات، لافتا إلى وجود تحديات كبرى داخل الجامعات ومنها على سبيل المثال لا الحصر الفساد الإداري الذي يتمثل في عدم دراسة السوق وذلك من خلال عقد المؤتمرات العلمية للأقسام لمناقشه التغيرات العالمية وأيضا عدم تجديد اللوائح الدراسية للكليات.