الأحد 08 سبتمبر 2024 الموافق 05 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

جبر الخاطر.. الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة

كشكول

أعلنت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة المقبلة بعنوان «جبر الخاطر وأثره في الدنيا والآخرة»، ليتم تعميمها على مساجد الجمهورية، وتهدف الخطبة إلى توصيل عدة رسائل مهمة للمسلمين.

نص خطبة الجمعة المقبلة
الحمد لله رب العالمين، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

 

فمن منا لا يحب أن يجبر الله خاطره؟! من منا لا يرجو أن يسعده الله في الدنيا والآخرة؟! من أراد ذلك بصدق جبر خواطر الناس، واحترم إنسانيتهم، وقدر مشاعرهم، وكفكف دموعهم، وضمد جراحهم، وأدخل السرور على قلوبهم، فجبر الخواطر من أرجى العبادات التي نتقرب بها إلى رب العالمين، قال سفيان الثوري (رحمه الله): «ما رأيت عبادة أجل وأعظم من جبر الخاطر».

أيها الناس، اعلموا أن من جبر جبر، ومن سعى بين الناس بجبر الخواطر أدركه الله بلطفه ولو كان في جوف المخاطر، وأن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وأن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، وما جزاء الإحسان عند ربنا إلا الإحسان، يقول سبحانه: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}، ويقول تعالى: {إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا}.

وما ظنك إن جبرت خواطر خلق الله بجبر الجبار لقلبك؟! سبحانه أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين، خزائنه لا تنفد، وعطاؤه لا ينقطع، وجبره لا حدود له في الدنيا والآخرة، يقول نبينا (صلوات ربي وسلامه عليه): (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة)، ويقول (صلوات ربي وسلامه عليه): (إن رجلا كان فيمن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض روحه، فقيل له: هل عملت من خير؟ قال: ما أعلم، قيل له: انظر، قال: ما أعلم شيئا، غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا وأجازيهم، فأنظر الموسر، وأتجاوز عن المعسر، فقال الله تعالى: أنا أحق بذا منك، تجاوزوا عن عبدي).

يا من تريد من الله الجبر! اجبر خاطر المريض، حين تشعره أن ما نزل به قد أرقك وآلمك، وكدر خاطرك، فتخفف زيارتك ألمه، ويطيب دعاؤك قلبه، وهنيئا لك بجبر الله الكريم، (ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة).

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن جبر الخاطر أمر يسير، قد لا يكلفك إلا بسمة صادقة تسعد الفؤاد، أو كلمة حانية تشد الأزر وتنهض العزيمة، واعلم أن أولى من تجبر خواطرهم هم أهلك، أقرب الناس إليك، يقول سيدنا ونبينا (صلوات ربي وسلامه عليه): (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)، وانظر عظيم جبر الله تعالى من جبر خواطر أهله، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (دخلت الجنة، فسمعت فيها قراءة، فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان، كذلكم البر، كذلكم البر)، وكان أبر الناس بأمه.

وانظر إلى تلك الصورة البديعة من جبر الخاطر بين الزوجين، حين جبرت السيدة خديجة (رضي الله عنها) قلب زوجها (صلوات ربي وسلامه عليه) لما دخل عليها يرجف فؤاده، فطمأنت (رضي الله عنها) قلبه، وسكنت نفسه، وذكرته بالقانون الإلهي: أن جابر الخواطر لا يخزيه الله أبدا، فقالت له: «إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق».اللهم يا جبار اجبر خواطرنا وأصلح أحوالنا إنك أكرم الأكرمين.